سنتحدث اليوم عن اسطوره الملاكمه محمد على كلاى
لا يختلف اثنان على أن أسطورة الملاكمة في العالم هو محمد علي كلاي وهذا شيء بسيط عن حياته وعن إنجازاته.
وُلد محمد علي كلاي باسم <<كاسيوس مارسيليوس كلاي جونيور>> في 17 يناير عام 1942، في مدينة لويسفيل بولاية كنتاكي. فاز ببطولة العالم للوزن الثقيل ثلاث مرات على مدى 20 عاما، أعوام: 1964، 1974، 1978. وفي عام 1999 تُوّج محمد علي كلاي بلقب <<رياضي القرن العشرين>>.
أبوه كلاي الأب <<مارسيللو كلاي>>، وأمه <<أوديسا جريدي كلاي>>، وكانت ربة منزل.
احترف <<كلاي>> رياضة الملاكمة عام 1960، كان عمره 18 عاما، بعد أن أحرز للولايات المتحدة الأمريكية الميدالية الذهبية في الملاكمة في دورة روما الأولمبية.
محمد علي ملاكم أمريكي ولد باسم (كاسيوس مارسيلوس كلاي جونيور) (بالإنجليزية: Cassius Marcellus Clay Jr) في 17 يناير 1942 لإسرة مسيحية في مدينة لويفيل بولاية كنتاكي، فاز ببطولة العالم للوزن الثقيل ثلاث مرات على مدى عشرين عامافي 1964 و1974 و1978، وفي عام 1999 توج محمد علي كلاي بلقب "رياضي القرن".
في إحدى المناسبات التي تحدث فيها محمد علي بهدوء غير مألوف عنه قال ببرود شديد غير مألوف وصوت خفيض : "عندما أعتزل من المرجح أن تموت الملاكمة". ومع أن رياضة الملاكمة لا تزال على قيد الحياة بعد ربع قرن من إطلاقه ذلك التصريح فإنها عاشت منذ مغادرته المسرح مهزلة تلو الأخرى وفضيحة بعد فضيحة؟ وربما كان محمد علي يتحمل بعض المسؤولية في ذلك لا للانتقاص من أهمية هذا الرياضي , وإنما أطلقه في حقيقة الأمر لكي أثبت مدى عبقريته وأسجل ضخامة مساهمته الفريدة في هذا الميدان الرياضي. ما أريد أن أقوله بمعنى آخر أن حمد علي كان يجسد فن الملاكمة بأجمل صورها وأروع معانيها وأدق مهاراتها, كما أنه وضعها بأدائه الفريد في ذروة تضاءلت معها كل المراحل السابقة واللاحقة. فقد أغنى هذه الرياضة وحولها إلى إبداع فني ورفع مستواها إلى حد أصبح من المستحيل على أحد غيره أن يرقى إليه. صار الرجل رمزاً للملاكمة ومقياساً لمنجزاتها ومعياراً للملاكمين في العالم أجمع من هواة ومحترفين منذ بروز نجمه وحتى اليوم.
قبل فترة , احتفلت الملاكمة ووسائل الإعلام من صحافة وإذاعة وتلفزيون بمناسبة مرور خمس وعشرين سنة على المباراة التي جرت بين محمد علي وجورج فورمان في مدينة كنشاسا عاصمة زائير. وبلغت كثافة تلك الاحتفالات حداً دفع كل من أسعفه الحظ بمشاهدة المباراة إلى الكتابة عن المناسبة التعليق عليها , بصورة لم يحظ بها أي حدث رياضي في القرن العشرين. ومجرد الاحتفال بذكرى مرور خمسة وعشرين عاماً على المباراة وما أبرزه الاحتفال من مشاعر الحنين إلى تلك الأيام هو خير شهادة على ما يحظى به الرجل من محبة واحترام وتقدير بين آلاف الملايين من البشر الذين عرفوه وتابعوه أو لم يشأ لهم قدرهم بذلك.
- داخل الحلبة وخارجها:-
مع إطلالة الألفية الميلادية الثالثة تهافتت الصحف ومحطات الإذاعة والتلفزيون والمؤسسات الرسمية والشعبية والأكاديمية في كل ميادين الحياة على اختيار شخصيات القرن في المجالات المختلفة.
وقد جاءت الاحتفالات بذكرى مرور ربع قرن على مباراة محمد علي وفورمان للتأكيد على رأي الكثيرين بأن محمد علي هو أفضل شخصية رياضية في القرن العشرين.
بل وذهب كثيرون آخرون من كبار المعلقين مثل سايمون جرينبيرج ومايكل هيرد وألن هارباد وتوم أونيانجو وهيو ماكفاني وديفيد ريمنك وعشرات وغيرهم إلى اعتباره "أعظم" أو "أفضل" رياضي في تاريخ البشرية.
ولم يكن إصدار هذا الحكم اعتباطياً أو عشوائياً , لأن أولئك المعلقين من النخبة وأصدروا حكمهم بعد معايشة متواصلة للبطل العملاق ومتابعة مستمرة لمباريته ودقائق حياته داخل الحلبة وخارجها.
ذلك أن حياة محمد علي خارج الحلبة كانت ذات أثر عميق جداً في حياته الرياضية إذا اختلطت فيها السياسية والدين (باعتناقه الإسلام) بالعنصرية والحقد من خصومة والجرأة والشجاعة والثبات من الرجل الذي وجد نفسه في مواجهة معركة شرسة شنتها عليه السلطات الأميركية الرسمية ودوائر رياضة الملاكمة بعدما أعلن إسلامه ورفضه الالتحاق بالجيش الأميركي للقتال في فيتنام.
الحياة الغنية الزاخرة التي عاشها محمد علي بدأت مع نزوله إلى الحلبة لأول مرة ضد سوني ليستون وفوزه عليه ما أضاء آفاق الرياضة والسياسة في الولايات المتحدة في الستينات من القرن العشرين؟ كان آنذاك في الثانية والعشرين من عمره. وكان باعترافه واعتراف الجميع "في ذروة الوسامة والثقة".
إن الزمن يطير بسرعة كبيرة. وهو ينصح الجميع في معرض تعليقه على معاناته الراهنة نتيجة إصابته بمرض الرعاش الشديد (باركنسون) بقوله : "إنني أعرف لماذا أصابني هذا المرض. إذ أن الله سبحانه تعالى يريد أن يُريني أنني لست سوى إنسان عادي مثل باقي البشر مهما بلغ نجاحي ومهما أنجزت. وفي هذا عظة لي وللآخرين وأيضاً الذين يجب عليهم أن يتعظوا".
ومنذ بروز نجمه حتى اليوم صارت تلك الحياة مادة غنية للعديد من الكتب والأفلام والمقالات والبرامج الوثائقية التي تتقصّى جميعها بدرجات متفاوته ومن روايات متعددة فصول رحلته في هذه الدنيا من نعومة أظفاره حتى الآن, مروراً بأحداث الستينات والسبعينات. حين ظهر على ساحة بطولة العالم للوزن الثقيل فلويد باترسون الذي واجه تحدياً من ملاكم أسود آخر أراد انتزاع البطولة منه وهو سوني ليستون. وكان باترسون "مدلل" البيت الأبيض الذي دعاه إلى الالتقاء بالرئيس جون كينيدي لتكريمه؟. إذ كان البيت الأبيض يعتبر باترسون "نموذج الرجل الأمريكي الأسود" الطيب بينما كان يرى ليستون السجين السابق الأمي نموذج العنف الخاضع لسيطرة المجرمين. ولهذا أصدر كينيدي تعليماته إلى باترسون حين التقاه في البيت الأبيض : "يجب عليك أن تهزم هذا الرجل". لكن باترسون لم يجد بعد المباراة من بديل لإطلاق لحيته لمساعدته على التنكر بعد الهزيمة الساحقة التي ألحقها به ليستون؟ فقد دمره بعد مرور دقيقتين وست ثواني فقط على بدء المباراة.
- وحش الحلبة:-
وهكذا أطلق الأمريكيون على ليستون بعد المباراة لقب "وحش الحلبة". وسارع المعلقون إلى اعتباره "أفضل ملاكم من الوزن الثقيل في التاريخ" بل وذهب بعضهم إلى التشدق بعبارات من قبيل " من المستحيل على أي ملاكم في هذا القرن أن يهزم ليستون".
وسط هذه الخلفية برز محمد علي ليتحدى ليستون في المباراة التي جرت بينهما في شهر فبراير (شباط) عام 1964. وأجمع المعلقون يا قبل هذه المباراة على أن ليستون سيهزم خصمه في خلال أقل من دقيقة واحدة.
بل وطالب مراسل صحيفة "ديلي ميل" الإنجليزية على سبيل المثال بوجوب "منع إجراء المباراة لأن محمد علي مجنون لمجرد إقدامه على تحدي ليستون". وبعدما أجرى الطبيب المكلف بفحص الرجلين سلسلة فحوصاته أعلن أن نبض محمد علي وضغط دمه وصلا إلى درجة مرتفعة جداً ما يدل على أن "الخوف الشديد" يهيمن عليه ومن الأفضل منعه من النزول إلى الحلبة".
وحتى ليستون أعلن قبيل صعوده إلى الحلبة أن خصمه "مصاب حقاً بمس من الجنون ... وليس في وسع أحد أن يعرف ما الذي يمكن أن يفعله شخص مجنون في خلال المباراة".
إلى أن محمد علي أذهب ليستون والمعلقين والعالم أجمع حين سحق خصمه. ففي تلك المباراة قدم ملحمة فنية تكاملت عناصرها من السرعة وخفة الحركة والرشاقة وقوة اللكمات والرقص والقدرة على تفادي لكمات ليستون الذي طلب بنفسه وقف المباراة.
ومنذ ذلك اليوم وقف العالم أجمع من منصتاً لما يقوله محمد علي متابعاً لما يقوم به.
هذا مقطع فيديو لمحمد علي كلاي حينما تغلب على ليستون
لقد فاز محمد علي ببطولة العالم للوزن الثقيل ثلاث مرات مسجلاً بذلك إنجازاً لم يسبق لأحد قبله أو بعده أن حققه. لكن المباراة التي جرت بينه وبين جورج فورمان في زائير قبل ربع قرن هي التي ستظل عالقة في أذهان الناس ما دامت هناك حياة ورياضة. فقد كان عليه آنذاك وهو في الثانية والثلاثين من عمره أن يخوض مباراة رهيبة ضد فورمان الذي اكتسفح قبل فوزه بالبطولة كلاًَّ من جو فريزر وكين نورتون. ومن المفارقات أن فريزر ونورتون كانا الوحيدين اللذين انتصرا على محمد علي فكيف يمكن له أن ينازل فورمان؟
ها هو الرجل الذي جردته السلطات من لقب بطولة العالم وسحبت منه الرخصة التي تسمح له بالملاكمة ما حرمه من ممارسة الرياضة في أفضل ثلاث سنوات من ريعان شبابه, لمجرد أنه رفض المحاربة مع الجيش الأمريكي في فيتنام لأن تلك الحرب كانت "عدوانية تخالف عقيدتي ومبادئ دين الإسلام". وها هم المعلقون والمحللون يتندّرون: "كيف أصبحت حركته أبطأ كثيراً ولم تعد لديه القدرة على الرقص أو توجيه اللكمات القوية أن يلاكم فورمان.. الآلة القتالية المثلى؟ "لم يجرؤ أحد على الإطلاق أن يتوقع فوز علي, بل وتوقع معظمهم أنه سينتهي على سرير أحد المستشفيات, تماماً مثلما تشدق أولئك الخبراء قبل مباراته ضد ليستون منذ عشر سنوات خلت.
وبدأت المباراة, ومرة أخرى أذهل الملاكم الأسطوري العالم أجمع حين وجه في الجولة الاولى اثنتي عشرة لكمة متتالية بقبضته اليمنى إلى خصمه في إشارة إلى ازدرائه له, وقد أثار ذلك غيظ فورمان الشديد. وحين بدأت الجولة الثانية توقع الجميع من علي أن يرقص حول الحلبة ليتفادى لكمات خصمه.
لكنه اتجه فوراً إلى أحد الزوايا وأسند ظهره إلى الحبل وغطى وجهه بين بيديه سامحاً لفورمان بتسليط لكماته المتوالية إلى جسمه. ومثلما عذّب محمد علي خصمه ليستون قبل عشر سنوات حين وصل طيلة المباراة سؤاله : "ما هو اسمي؟ قل محمد علي" (بعدما رفض ليستون مناداته بغير كاسيوس كلاي) تعمد هذه المرة همس الشتائم في أذني فورمان.
لقد استعد محمد علي لهذه المباراة وتدرب من أجلها وتحمّل في سبل ذلك مشقة كبيرة. ونزل إلى الحلبة بخطة مدروسة محكمة أثبتت عبقريته التكتيكية علاوة على مهاراته الفنية الفائقة:
إذ أن قوى فورمان أخذت تنهار تدريجياً مع بداية الجولة السادسة.
وفي الجولة الثامنة لقن علي العالم أجمع درساً لا ينسى وبعد فوزه على فورمان قال أحد المعلقين "كان علي أشبه بالفيل النائم في مستهل المباراة. لكن الفيل حين يصحو يسحق كل ما في طريقه!".
محمد علي هو شخصية القرن العشرين , فالحقيقة هي أن من الصعب الحكم عليه في مجال الرياضة فقط لأنه كان أكثر من مجرد رياضي أسطوري.
إذا لا يزال وجهه حتى اليوم أشهر الوجوه في العالم لا لمجرد إنجازاته الرياضية فحسب , وإنما لأن حياته صارت مزيجاً من النجومية والبطولة ولأنه أصبح رمزاً للكفاح من أجل المساواة والدفاع عن المعتقدات والمبادئ في وجه تيارات عاتية مضادة.
وربما تعجز الكلمات عن إنصاف الرجل أو رسم لوحة لحياته. لكن جورج فورمان نفسه وصفه بأنه "أعظم رجال القرن العشرين".
قصه اسلامه
ولد (كاسيوس مارسلوس كلاي) في ولاية كنتاكي وهي إحدى الولايات الأمريكية التي تبلغ التفرقة العنصرية فيها الذروة، ونشأ في تلك البلاد على تعاليم الديانة النصرانية المحرفة، وعندما أصبح شاباً بدأ يتدرب على رياضة الملاكمة دفاعاً عن نفسه في تلك البلاد العنصرية، وليحقق لنفسه شيئاً يجعله ذا قيمة فمارس رياضة الملاكمة، وتدّرج فيها شيئاً فشيئاً إلى أن حقق بطولة العالم وأصبح أسطورة رياضية، وذاع صيته في كافة أرجاء الأرض.
ويتحدث عن بداية دخوله الإسلام فيقول: في عام 1960م اصطحبني أحد الأصدقاء ــ وهو مسلم ــ إلى أحد المساجد في ولاية ميامي، فدخلنا المسجد، وكان هناك أحد الدعاة يلقى محاضرة على الحضور يتحدث فيها عن سماحة الدين الإسلامي فشدني حديثه فأنصتُ إليه باهتمام كبير، وكان استماعي لتلك المحاضرة بداية الرحلة للتحول من الدين النصراني المزيف إلى دين الإسلام الحق. وكان حديث ذلك الداعية يتسم بالشفافية والوضوح فأحسست بشعور غريب نحو ذلك الكلام الذي لامس شيئاً ما في قلبي كنت أبحث عنه، ولمست في حديثه الصراحة والصدق، وكان الحديث يدور حول الإله في الدين النصراني والإله في الدين الإسلامي .. وبعد تركيز وانتباه لما يقوله الداعية .. بدأت تتضح لي الرؤية قليلاً حيث كنت أشك فيما يقوله القساوسة والرهبان النصارى في الكنسية بأن الإله ثلاثة، وعما يقولونه من حقائق مزيفة عن نبينا عيسى المسيح عليه السلام بأنه صُلب وما إلى ذلك من خرافات وأباطيل لا يصدقها عاقل. فبدأت ثقتي تقل في القساوسة وفي الدين النصراني المحرف بأكمله، وعلى العكس بدأت ثقتي تزداد في الداعية وفي الدين الإسلامي ككل.
ويعقب قائلاً: لقد فهمت من ذلك الداعية أن الإسلام هو دين المساواة والعدل حيث لا فرق فيه بين عربي ولا أعجمي ولا أسود ولا أبيض ولا صغير ولا كبير إلا بالتقوى والعمل الصالح، فكان حضوري لذلك المسجد بداية معرفتي للإسلام الذي كنت أجهله من قبل. وتأكد لي أن من يستمع إلى دعاة المسلمين ويفهم حقيقة ما جاء به الإسلام فإنه لا يسعه إلا أن يتخذ القرار الذي لا رجعة فيه وهو الدخول في الإسلام.
وقد جاء قراري الدخول في الإسلام عن يقين واقتناع بأنه هو الدين الحق، فبدأت اقرأ أكثر وأكثر عن الإسلام، إلى أن أنار الله قلبي وأعلنت إسلامي في العام نفسه الذي دخلت فيه المسجد لأول مرة في حياتي واستمعت فيه لكلام الداعية وهو عام 1960م. وبدأت أعيش مع القرآن الكريم قراءةً وتعلماً، وكانت سورة الفاتحة هي أول سورة حفظتها وتعلمتها من كتاب الله، وشعرت بأن من يتبع تعاليم الإسلام ويطبقه على نفسه وأسرته وسائر حياته فإنه سيشعر بطمأنينة النفس، وسيذوق حلاوة الإيمان.
ومما يقوله محمد علي كلاي بعد أن أعلن إسلامه: أنه كلما قرأ المسلم القرآن بعمق وأدّى الفروض الواجبة عليه فإن سيسير ــ بإذن الله ــ إلى بر الأمان في حياته، وسيركب قطار الاستقرار والطمأنينة، وسيبعد عن خَبث الشيطان .. ويقول أيضاً: إن من أهم ما تعلمته في الإسلام حُسن الخلق، والتواضع، والتسامح، ومحبة الآخرين وتقديرهم، والوفاء بالعهود والمواثيق.
وأخيراً .. فإن لدى محمد علي ابن واحد وست بنات هم: (محمد محمد علي ــ مريم ــ رشيدة ــ خليلة ــ جميلة ــ هناء ــ ليلى). وقــد زار محمد علي مكة المكرمة عام 1973هـ . ويقول بأنه سيتفرغ لخدمة الإسلام والإسهام في نشره.
في عام 1964، استطاع <<محمد علي>> الفوز على الملاكم سوني ليستون، وأقصاه عن عرش الملاكمة، وكان عمره لا يتجاوز ال22 عاما، بعدها اعتنق الإسلام، ولم يضع اهتماما لما سيحدث من انتقاص لشعبيته، لكن حب الناس له ازداد وتضاعف، واكتسحت شعبيته الآفاق.
في عام 1964، رسب محمد علي في الاختبارات المؤهلة للالتحاق بالجيش الأمريكي، لأن مهاراته الكتابية واللغوية كانت دون المستوى، لكن في عام 1966 تمت مراجعة الاختبارات، وصُنّف في المستوى (1)، مما يعني أنه مؤهل للالتحاق بالجيش الأمريكي، ونظرا لأن الولايات المتحدة الأمريكية كانت في حالة حرب ضد فيتنام، فقد أعلن رفضه الخدمة في الجيش الأمريكي، واعتبر نفسه معارضا للحرب، قائلا: <<هذه الحرب ضد تعاليم القرآن، وإننا كمسلمين ليس من المفروض أن نخوض حروبا، إلا إذا كانت في سبيل الله ورسوله>>.
في عام 1967، وهو في قمة انتصاراته في عالم الملاكمة، تم سحب اللقب منه بسبب رفضه الخدمة في الجيش الأمريكي، لكنه عاد للملاكمة مرة أخرى بعد ثلاث سنوات، وفي عام 1970، في مباراة وُصفت بأنها <<مباراة القرن>> ضد <<جو فريزر>>، حيث لم تُسجل هزيمة واحدة لأي منهما في أي مباراة سابقة، وكانت مباراة من 3 مباريات متفرقة، فاز <<محمد علي>> بمبارتين منها.
في عام 1974، هزم محمد علي الملاكم القوي <<فورمان>>، واستعاد عرش الملاكمة في الولايات المتحدة الأمريكية وفي العالم كله.
]ابنته ليلى احترفت الملاكمه النسائيه وهى متميزه
كانت رياضة الملاكمة التي يسيطر عليها الرعاع في أمريكا تحتضر خلال عقد الستينيات عندما ظهر الملاكم الكبير محمد علي على مسرح هذه الرياضة. وقد كتب عنه أيه جي ليبلينج يقول «إن ظهوره جاء ليكون بمثابة الربان الذي
ينقذ السفينة التي كانت على وشك الغرق في المحيط.
أضفى لمسات الجمال لأشد أنواع الرياضة عنفاً وشراسة
على الرغم من فوز محمد علي كلاي بالميدالية الذهبية لدورة الألعاب الأوليمبية في روما عام 1960 فإن الخبراء لم يلتفتوا كثيرا لمهاراته في الملاكمة. فقد كان رأسه وعيناه الواسعتان تبدوان وكأنها ستفرض نفسها على الحدث. وبدلا من الميل جانبا لكي يتجنب اللكمة كحركة دفاعية في رياضة الملاكمة كانت عادة كلاي أن يميل بجزعه للخلف ولف جسمه وهو الأسلوب الذي أفزع الخبراء. كما أن هؤلاء الخبراء لم يوافقوا على أسلوب كلاي في الترويج لنفسه حيث كان يردد دائما«أنا البطل» ثم اعتناقه للإسلام وتغيير اسمه إلى محمد علي.
يقول كلاي مخاطبا هؤلاء«انا غير مضطر لكي أكون كما تريدون ولكنني حر في أن أكون كما أريد». كما كان كلاي يتمتع بروح دعابة عالية جدا. ففي أحد المؤتمرات الصحفية لاحظ أن الصحفيين عابسون ولا يتحركون فبادرهم بالقول لماذا لا تضحكون؟لماذا لا تدونون ملاحظاتكم؟. وقد كان أيضا كلاي يعيش بطريقة فطرية وبسيطة.
وقد كان ميالا للمرح والدعابة والشقاوة خلال طفولته الأمر الذي كان يسبب إزعاجا كبيرا لوالديه. وعندما بدأ كلاي احتراف الملاكمة وجد الجمهور صعوبة في تقبله بسبب سماته الشخصية والجسدية التي تختلف كثيرا عن السمات التقليدية لأبطال هذه الرياضة، ففي أول مباراة له على لقب بطل الوزن الثقيل التي جرت في مدينة ميامي الأمريكية أمام سوني ليستون لم يحضرها عدد كبير من الجمهور. وحتى الحاضرون كانوا أكثر تعاطفا مع ليستون. وقبل اللقاء قال ليستون إنه سيكسر رقبة خصمه ولكنه لم يتمكن حيث هزمه كلاي ليصبح بطلا للوزن الثقيل. وبعد ذلك بثلاث سنوات اضطر كلاي الى خوض مباراة أخرى لاستعادة اللقب المرموق الذي تم سحبه منه بعد رفضه الالتحاق بالجيش الأمريكي الذي كان يحارب في فيتنام في ذلك الوقت حيث تم تقديمه للمحاكمة بتهمة التهرب من الخدمة العسكرية في حين قام اتحاد الملاكمة بسحب لقب بطل الوزن الثقيل منه لنفس السبب وسحب رخصة ممارسة الملاكمة منه أيضا.
احتاج كلاي إلى ثلاث سنوات ونصف حتى يتمكن من العودة إلى الحلبة مرة ثانية بعد أن قررت المحكمة الأمريكية العليا في عام 1971 أن الحكومة الأمريكية تعاملت مع محمد علي بطريقة خطأ، ولكن هذا الحكم لم يكن ملزما لمجلس الملاكمة لكي يعيد اللقب المرموق إليه لأن محمد علي نفسه لم يجد هناك داعياً للجوء للقضاء في هذه القضية واختار أن يسترد اللقب مرة أخرى في حلبة الملاكمة وليس في ساحة القضاء.
وجاءت مباراته الثانية لاسترداد اللقب أمام منافسه الأمريكي جورج فورمان التي جرت في العاصمة الزائيرية كينشاسا.
في أحد اللقاءات التلفزيونية سأل المذيع محمد علي عن خططه لحياته في المستقبل بعد اعتزال الملاكمة وذلك بعد لقاء فورمان.
قال محمد علي إنه في الحقيقة لا يعرف حاليا كيف ستكون حياته لأنه لا يفكر في غير الملاكمة ولا يستطيع أن يتصور أي شيء آخر في حياته غير هذه الرياضة.
وفي دفاعه عن رياضة الملاكمة قال محمد علي : إنك لست مضطرا لأن تتعرض للضرب في الملاكمة ولكن الناس لا تفهم ذلك، غير أن منافسه جو فريزير بطل العالم الأسبق أيضا في الوزن الثقيل يقول إنه ضرب محمد علي أثناء لقائهما معا لكمات كان يمكن أن تهدم مبنى كاملا.
والحقيقة أن محمد علي استمر في الملاكمة أكثر كثيرا مما يجب فقد دفعه مديرو أعماله إلى مواصلة النزال في الوقت الذي كان يجب عليه الاعتزال فيه. وخاض لقاءات ضد أبطال شباب أقوياء مثل لاري هولمز وليون سبنكس الذين نالوا منه بأكثر مما كانوا يجب أن يفعلوا. فقد كان محمد علي يحب الملاكمة أكثر مما يتصور الكثيرون. وإذا كان الأديب الأيرلندي أوسكار وايلد يقول إن الإنسان يمكن أن يقتل من يحب فإن محمد علي يثبت العكس وهو أن المحب يمكن أن يقتل محبوبه، فقد خرج محمد علي من ممارسة الملاكمة بمرضه القاتل وهو الشلل الرعاش الذي لا يتمكن معه هذا البطل الأسطورة من الحركة العادية.
والآن لا يفعل محمد علي اكثر من السير البطيء وتوقيع الاتوجرافات التي يأتيه منها الكثير جدا، ويمكن القول بأن محمد على أكثر نجوم العالم الأحياء والأموات الذي يوقِّعون على أوتجرافات المعجبين حتى الآن. وبعد سنوات طويلة من الاعتزال لم يخفت بريق النجم الأسمر حتى وقع عليه الاختيار لإشعال الشعلة الأوليمبية لدورة أطلانطا في أمريكا عام 1996 حيث شاهده أكثر من أربعة مليارات مشاهد عبر شاشات التلفزيون في كل أنحاء العالم.
والحقيقة أن لاعبي ودارسي رياضة الملاكمة ما زالوا يدرسون مباراته مع جو فريزير باعتبارها واحدة من أعظم مباريات الملاكمة في التاريخ. ويؤكد الخبراء أن محمد علي تمكن من إضفاء لمسة جمالية على واحدة من أشد الرياضات عنفا وشراسة لذلك فقد أصبح وبحق أشهر رياضي في العالم على مدى سنوات وسنوات
علي في مباراته الشهيرة مع فورمان
كان محمد علي كلاي في أيام مجده من أكثر الناس شهرة وتقديرا في العالم، كان رمزا يجمع بين السلام والمواجهة، الفخر والكبرياء، الجهل والحكمة.
الان وبرغم مرض عضال وعالم تغير إلى حد كبير فإن محمد علي، الذي ربما كان أعظم ملاكم في الوزن الثقيل عرفه العالم حتى الان، يعود في فيلم سينمائي يصور مجده وتعقيده، ويؤدي دوره بشكل مقنع وليام سميث بعضلاته المفتولة وحركاته الخفيفة ولكماته القوية.
أخرج العمل الفني الذي يستغرق عرضه ساعتان ونصف، مايكل مان مخرج "ذا انسايدر". وبدأ عرض الفيلم في 25 كانون الاول/ديسمبر، وكان العرض الاول الرسمي له قبل ذلك بأيام في "لويزفيل كينتكي" مسقط رأس محمد علي.
ورغم إصابته بمرض باركنسون (الشلل الرعاش) الذي يعاني منه منذ عقدين، ذكر كلاي الناس بالسبب الذي جعله يلقب في وقت من الاوقات بأنه أعظم شخصية استعراضية في العالم، وأظهر تفكيرا حادا مثل لكماته الشهيرة في الرد على طعنات ماكرة ومستفزة.
وعندما طلب منه تفسيرا للتحول الذي شهدته حياته من ملاكم يثير الحشود إلى شخصية محبوبة أجاب "هل قلتم شخصية محبوبة أم زنجي محبوب"؟ وردا على سؤال عما إذا كان وليام سميث قد نجح في عرض قوامه البدني، أجاب بحذاقة "إنهم يقولون على أية حال إننا جميعا متشابهون".
وعلى غرار الفيلم، فإن إجاباته تذكرنا وتعلم الصغار الذين لا يذكرونه في أوج مجده أن محمد علي أكثر من مجرد ملاكم. لقد كان أول أميركي بارز يتحول إلى الاسلام، وتظهر دعوته إلى التسامح بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر أنه لا يزال في مقدمة الشخصيات العامة للاسلام الاميركي.
كما كان كلاي يمثل رمزا مبكرا لرفض الحرب في فيتنام، عندما رفض وهو بطل العالم في الملاكمة للوزن الثقيل أن ينضم إلى الجيش للقتال معللا موقفه بأن "ما من أحد من الفيتناميين قال لي يا زنجي".
وكلاي صاحب شخصية قوية شجاعة ودرامية بالفطرة. ومن اللافت أن الفيلم الذي تكلف 105 مليون دولار وأستغرق العمل فيه عامان، بذل جهدا كبيرا في تصوير تلك الملامح وغيرها من الجوانب المتناقضة في شخصية علي دون أن يقع في خطأ إضفاء القداسة عليها.
ولا يرجع الفضل في ذلك إلى مان وسميث وغيرهما من كبار العاملين في الفيلم فحسب، ولكن إلى علي أيضا الذي احتفظ بحق الاعتراض على السيناريو. بيد أنه يتردد أنه لم يستخدم هذا الحق إلا لكي يتأكد أن النساء اللواتي عرفهن في حياة مضطربة ومفعمة بالحب قد تم تصويرهن على نحو منصف.
وتمكن الفيلم من تصوير جوهر شخصية علي بحصر تغطيته لحياته على السنوات العشرة التي تحدد أفضل ملامح أيامه. وتبدأ تلك السنوات عام 1964 عندما صدم الشاب كاسيوس كلاي العالم بإسقاط العملاق سوني ليستون قبيل اعتناقه الاسلام، وغير اسمه إلى محمد علي وانفصل عن مالكولم اكس.
وتنتهي أحداث الفيلم بعد ذلك بعشر سنوات بالمباراة الشهيرة "معركة في الادغال" مع جو فريزر، وهي مباراة وصفت بأنها أعظم مباراة ملاكمة في التاريخ. وقد أعاد مان تصويرها باستخدام ألفين من الكومبارس و 20 ألف متفرج. بيد أن الفيلم عمل ما هو أكثر من مجرد إعادة رواية قصة حياة علي أو كشف سر بطولته.
فمن خلال خبرة علي الحياتية يكشف الفيلم للمشاهدين في بداية القرن الـ 21 عن حياة مختلفة تماما كانت قائمة قبل عقود قليلة، عندما كان ينظر إلى الاميركي الافريقي، حتى وأن كان ثريا وناجحا، بعين الارتياب والعداء والعنصرية الواضحة. وحتى وليام سميت وجد صعوبة في تصوير الظلم العنصري الذي شاب حياة علي.
وذكر في مقابلة صحفية مؤخرا "أصبحنا نشتري سيارات بنتليز" وأضاف "لم يعد واردا التفكير أنه ليس بإمكاننا ارتياد مطعم ما. لو حصل هذا الان، أشتري المطعم وأرميكم خارجا".
وقد قام الممثل ويل اثمث بتمثيل فيلم عن قصه حياه محمد على واسلامه وكل مايدور فى عالم الملاكمه
مجموعه من الصور